فصل: الآيات (1 - 3)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


*2*43 -  سورة الزخرف مكية وآياتها تسع وثمانون

*3* مقدمة السورة

بسم الله الرحمن الرحيم

أخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ نزلت بمكة سورة ‏{‏حم‏}‏ الزخرف‏.‏

*3* التفسير

 

الآيات 1 - 3

أما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إنا جعلناه قرآنا عربيا‏}‏‏.‏

أخرج ابن مردويه، عن طاوس رضي الله عنه قال‏:‏ جاء رجل إلى ابن عباس من حضرموت، فقال له‏:‏ يا ابن عباس، اخبرني عن القرآن أكلام من كلام الله أم خلق من خلق الله‏؟‏ قال‏:‏ بل كلام من كلام الله‏.‏ أو ما سمعت الله يقول‏:‏ ‏(‏وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله‏)‏ ‏(‏التوبة، الآية 6‏)‏ فقال له الرجل‏:‏ أفرأيت قوله‏؟‏ ‏{‏إنا جعلناه قرآنا عربيا‏}‏ قال‏:‏ كتبه الله في اللوح المحفوظ بالعربية‏.‏ أما سمعت الله يقول‏؟‏ ‏(‏بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ‏)‏ ‏(‏البروج الآية 22‏)‏ المجيد‏:‏ هو العزيز، أي كتبه الله في اللوح المحفوظ‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة، عن مقاتل بن حيان رضي الله عنه، قال‏:‏ كلام أهل السماء العربية‏.‏ ثم قرأ ‏{‏حم والكتاب المبين‏}‏ ‏{‏إنا جعلناه قرآنا عربيا‏}‏ الآيتين‏.‏

 الآية 4

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ أن أول ما خلق الله من شيء القلم، فأمره أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، والكتاب عنده، ثم قرأ ‏{‏وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وإنه في أم الكتاب‏}‏ قال‏:‏ في أصل الكتاب وجملته‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن الحسن رضي الله عنه ‏{‏وإنه في أم الكتاب‏}‏ قال‏:‏ القرآن عند الله ‏{‏في أم الكتاب‏}‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وإنه في أم الكتاب لدينا‏}‏ قال‏:‏ الذكر الحكيم، فيه كل شيء كان، وكل شيء يكون، وما نزل من كتاب، فمنه‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة، عن ابن سابط رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وإنه في أم الكتاب‏}‏ ما هو كائن إلى يوم القيامة، وكل ثلاثة من الملائكة يحفظون، فوكل جبريل عليه السلام بالوحي، ينزل به إلى الرسل عليهم الصلاة والسلام، وبالهلاك إذا أراد أن يهلك قوما كان صاحب ذلك، ووكل أيضا بالنصر في الحروب إذا أراد الله أن ينصر، ووكل ميكائيل عليه السلام بالقطر أن يحفظه، ووكل ملك الموت عليه السلام بقبض الأنفس، فإذا ذهبت الدنيا جمع بين حفظهم وحفظ ‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ أهل الكتاب فوجده سواء‏.‏

 الآيات 5 - 18

أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏أفنضرب عنكم الذكر صفحا‏}‏ قال‏:‏ أحسبتم أن نصفح عنكم ولم تفعلوا ما أمرتم به‏؟‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏أفنضرب عنكم الذكر صفحا‏}‏ قال‏:‏ تكذبون بالقرآن ثم لا تعاقبون عليه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن أبي صالح رضي الله عنه ‏{‏أفنضرب عنكم الذكر صفحا‏}‏ قال‏:‏ والله لو أن هذا القرآن رفع حيث رده أوائل هذه الأمة لهلكوا، ولكن الله تعالى عاد عليهم بعائدته ورحمته، فكرره عليهم ودعاهم إليه‏.‏

وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة، عن الحسن رضي الله عنه قال‏:‏ لم يبعث الله رسولا إلا أن أنزل عليه كتابا، فإن قبله قومه، وإلا رفع، فذلك قوله‏:‏ ‏{‏أفنضرب عنكم الذكر صفحا إن كنتم قوما مسرفين‏}‏ لا تقبلونه، فيلقنه قلب نبيه‏.‏ قالوا‏:‏ قبلناه ربنا قبلناه ربنا ولو لم يفعلوا، لرفع ولم يترك منه شيء على ظهر الأرض‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏ومضى مثل الأولين‏}‏ قال‏:‏ عقوبة الأولين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ ‏{‏صفحا ان كنتم‏}‏ بنصب الألف ‏{‏جعل لكم الأرض مهدا‏}‏ بنصب الميم بغير ألف‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية ‏{‏وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه‏}‏ أن تقولوا‏:‏ الحمد لله الذي من علينا بمحمد عبده ورسوله، ثم تقولوا‏:‏ ‏{‏سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين‏}‏‏.‏

وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والحاكم وابن مردويه، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا سافر ركب راحلته ثم ‏"‏كبر ثلاثا ثم قال‏:‏ ‏{‏سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين‏}‏ ‏{‏وإنا إلى ربنا لمنقلبون‏}‏‏.‏

وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وصححه وابن جرير والنسائي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات، عن علي رضي الله عنه أنه أتى بدابة، فلما وضع رجله في الركاب قال‏:‏ بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال‏:‏ الحمد لله ثلاثا والله أكبر ثلاثا ‏{‏سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين‏}‏ ‏{‏وإنا إلى ربنا لمنقلبون‏}‏ سبحانك لا إله إلا أنت قد ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك فقلت‏:‏ مم ضحكت يا أمير المؤمنين‏؟‏ قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت، ثم ضحك فقلت يا رسول الله‏:‏ مم ضحكت‏؟‏ فقال‏:‏ يعجب الرب من عبده إذا قال‏:‏ رب اغفر لي، ويقول‏:‏ علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري‏.‏

وأخرج أحمد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه على دابته، فلما استوى عليها ‏(‏كبر ثلاثا وهلل الله وحده ثم ضحك إليه، كما ضحكت إليك‏)‏‏.‏

وأخرج أحمد والحاكم وصححه، عن محمد بن حمزة بن عمر الأسلمي، عن أبيه رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏فوق ظهر كل بعير شيطان، فإذا ركبتموه فاذكروا اسم الله، ثم لا تقصروا عن حاجاتكم‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏على ذروة كل بعير شيطان، فامتهنوهن بالركوب، فإنما يحمل الله‏"‏‏.‏

وأخرج ابن سعد وأحمد والبغوي والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه، عن أبي لاس الخزاعي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ما من بعير إلا في ذروته شيطان، فاذكروا اسم الله عليه إذا ركبتموه كما أمركم، ثم امتهنوها لأنفسكم، فإنما يحمل الله‏"‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن شهر بن حوشب رضي الله عنه في قوله ‏{‏ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه‏}‏ قال‏:‏ نعمة الإسلام‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن أبي مجلز رضي الله عنه قال‏:‏ رأى حسين بن علي رضي الله عنه رجلا يركب دابة، فقال ‏{‏سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين‏}‏ ‏{‏وإنا إلى ربنا لمنقلبون‏}‏ قال‏:‏ أو بذلك أمرت‏؟‏ قال‏:‏ فكيف أقول‏؟‏ قال‏:‏ الحمد لله الذي هدانا للإسلام الحمد لله الذي من علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم، الحمد لله الذي جعلني في خير أمة أخرجت للناس، ثم تقول‏:‏ ‏{‏سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن طاوس رضي الله عنه، أنه كان إذ ركب دابة قال‏:‏ بسم الله اللهم هذا من منك وفضلك علينا، فلك الحمد ربنا ‏{‏سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين‏}‏ ‏{‏وإنا إلى ربنا لمنقلبون‏}‏‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وما كنا له مقرنين‏}‏ قال‏:‏ الإبل والخيل والبغال والحمير‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏وما كنا له مقرنين‏}‏ قال‏:‏ مطيقين‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏وما كنا له مقرنين‏}‏ قال‏:‏ لا في الأيدي ولا في القوة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن سليمان بن يسار رضي الله عنه أن قوما كانوا في سفر، فكانوا إذا ركبوا قالوا‏:‏ ‏{‏سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين‏}‏ وكان فيهم رجل له ناقة رازم فقال‏:‏ أما أنا فأنا لهذه مقرن، فقمصت به، فصرعته فاندقت عنقه‏.‏ والله أعلم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏وجعلوا له من عباده جزءا‏}‏ قال‏:‏ عدلا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وجعلوا له من عباده جزءا‏}‏ قال‏:‏ ولدا وبنات من الملائكة‏.‏ وفي قوله‏:‏ ‏{‏وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا‏}‏ قال‏:‏ ولدا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم‏}‏ قال‏:‏ حزين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ ‏{‏بما ضرب للرحمن مثلا‏}‏ بنصب الضاد‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير، عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏أو من ينشأ في الحلية‏}‏ قال‏:‏ الجواري جعلتموهن للرحمن ولدا ‏{‏فكيف تحكمون‏}‏ ‏(‏الصافات، الآية 154‏)‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏أو من ينشأ في الحلية‏}‏ قال‏:‏ هن النساء، فرق بين زيهن وزي الرجال، ونقصهن من الميراث، وبالشهادة، وأمرهن بالقعدة، وسماهن الخوالف‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏أو من ينشأ في الحلية‏}‏ قال‏:‏ جعلوا لله البنات ‏{‏وإذا بشر أحدهم‏}‏ بهن ‏{‏ظل وجهه مسودا وهو كظيم‏}‏ حزين‏.‏ وأما قوله‏:‏ ‏{‏وهو في الخصام غير مبين‏}‏ قال‏:‏ قلما تكلمت امرأة تريد أن تتكلم بحجتها، إلا تكلمت بالحجة عليها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ ‏{‏أو من ينشأ في الحلية‏}‏ مخففة الياء‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ ‏{‏ينشأ في الحلية‏}‏ مخففة منصوبة الياء مهموزة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن أبي العالية رضي الله عنه أنه سئل عن الذهب للنساء، فقال لا بأس به‏.‏ يقول الله‏:‏ ‏{‏أو من ينشأ في الحلية‏}‏‏.‏

 الآيات 19 - 25

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا‏}‏ قال‏:‏ قد قال ذلك أناس من الناس ولا نعلمهم إلا اليهود‏:‏ إن الله عز وجل صاهر الجن فخرجت من بنيه الملائكة‏!‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه، قال‏:‏ كنت أقرأ هذا الحرف ‏{‏الذين هم عباد الرحمن إناثا‏}‏ فسألت ابن عباس فقال‏:‏ ‏{‏عباد الرحمن‏}‏ قلت‏:‏ فإنها في مصحفي ‏"‏عند الرحمن‏"‏ قال‏:‏ فامحها واكتبها ‏{‏عباد الرحمن‏}‏ بالألف والباء‏.‏ وقال‏:‏ أتاني رجل اليوم وددت أنه لم يأتني، فقال‏:‏ كيف تقرأ هذا الحرف ‏{‏وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا‏}‏ قال‏:‏ أن أناسا يقرأون ‏"‏الذين هم عند الرحمن‏"‏ فسكت عنه، فقلت‏:‏ اذهب إلى أهلك‏!‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن الحسن رضي الله عنه أنه قرأها ‏"‏الذين هم عند الرحمن‏"‏ بالنون‏.‏

وأخرج أبو عبيد وابن المنذر، عن مروان ‏"‏وجعلوا الملائكة عند الرحمن إناثا‏"‏ ليس فيه ‏{‏الذين هم‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ ‏{‏عباد الرحمن‏}‏ بالألف والباء ‏{‏أشهدوا خلقهم‏}‏ بنصبهم الألف والشين ‏{‏ستكتب‏}‏ بالتاء ورفع التاء‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم‏}‏ قال‏:‏ يعنون الأوثان لأنهم عبدوا الأوثان يقول الله‏:‏ ‏{‏ما لهم بذلك من علم‏}‏ يعني الأوثان أنهم لا يعلمون ‏{‏إن هم إلا يخرصون‏}‏ قال‏:‏ يعلمون قدرة الله على ذلك‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن قتادة ‏{‏وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم‏}‏ قال‏:‏ عبدوا الملائكة‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج في قوله‏:‏ ‏{‏أم آتيناهم كتابا من قبله‏}‏ قال‏:‏ قبل هذا الكتاب‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة‏}‏ قال‏:‏ على دين‏.‏

وأخرج الطستي، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله عز وجل‏:‏ ‏{‏إنا وجدنا آباءنا على أمة‏}‏ قال‏:‏ على ملة غير الملة التي تدعونا إليها‏.‏ قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يعتذر إلى النعمان بن المنذر‏؟‏ ويقول‏:‏

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة * وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة ‏{‏بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون‏}‏ قال‏:‏ قد قال‏:‏ ذلك مشركو قريش‏:‏ إنا وجدنا آباءنا على دين وإنا متبعوهم على ذلك‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون‏}‏ قال‏:‏ بفعلهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم رضي الله عنه قال‏:‏ الأمة في القرآن على وجوه ‏(‏واذكر بعد أمة‏)‏ ‏(‏يوسف، الآية 45‏)‏ قال‏:‏ بعد حين‏.‏ ‏(‏ووجد عليه أمة من الناس يسقون‏)‏ ‏(‏يوسف، الآية 23‏)‏ قال‏:‏ جماعة من الناس ‏{‏وإنا وجدنا آباءنا على أمة‏}‏ قال‏:‏ على دين‏.‏ ورفع الألف في كلها‏.‏ وقرأ ‏{‏قل أولو جئتكم‏}‏ بغير ألف بالتاء‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين‏}‏ قال‏:‏ شر والله كان عاقبتهم، أخذهم بخسف وغرق فأهلكهم الله ثم أدخلهم النار‏.‏

 الآيات 26 - 28

أخرج الفضل بن شاذان في كتاب القراءات بسنده، عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ‏:‏ ‏"‏إنني بريء مما تعبدون‏"‏ بالياء‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه‏:‏ ‏"‏إنني بريء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين‏:‏ قال‏:‏ إنهم يقولون إن الله ربنا ‏(‏ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله‏)‏ ‏(‏‏؟‏‏؟‏‏؟‏‏)‏ فلم يبرأ من ربه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن عكرمة ‏{‏وجعلها كلمة باقية في عقبة‏}‏ قال‏:‏ في الإسلام أوصى بها ولده‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن مجاهد ‏{‏وجعلها كلمة باقية في عقبة‏}‏ قال‏:‏ الإخلاص والتوحيد لا يزال في ذريته من يقولها من بعده ‏{‏لعلهم يرجعون‏}‏ قال‏:‏ يتوبون، أو يذكرون‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن ابن عباس ‏{‏وجعلها كلمة باقية في عقبة‏}‏ قال‏:‏ لا إله إلا الله في عقبه، قال‏:‏ عقب إبراهيم ولده‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن الزهري قال‏:‏ عقب الرجل ولده الذكور والإناث وأولاد الذكور‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن عبيدة قال‏:‏ قلت لإبراهيم‏:‏ ما العقب‏؟‏ قال‏:‏ ولده الذكر‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن عطاء في رجل أسكنه رجل له ولعقبه من بعده أتكون امرأته من عقبه‏؟‏ قال‏:‏ لا ولكن ولده عقبه‏.‏

 الآيات 29 - 30

أخرج عبد بن حميد، عن عاصم أنه قرأ ‏{‏بل متعت هؤلاء‏}‏ برفع التاء‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين‏}‏ قال‏:‏ هذا قول أهل الكتاب لهذه الأمة، وكان قتادة رضي الله عنه يقرؤها ‏{‏بل متعت هؤلاء‏}‏ بنصب التاء‏.‏

وأخرج ابن جرير عن السدي‏:‏ ‏{‏ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر‏}‏ قال‏:‏ هؤلاء قريش قالوا للقرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم‏:‏ هذا سحر‏.‏

 الآيات 31 - 32

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن قول الله‏:‏ ‏{‏لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم‏}‏ ما القريتان‏؟‏ قال‏:‏ الطائف ومكة، قيل‏:‏ فمن الرجلان‏؟‏ قال‏:‏ عروة بن مسعود، وخيار قريش‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن قول الله ‏{‏لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم‏}‏ قال‏:‏ يعني بالقريتين مكة والطائف، والعظيم الوليد بن المغيرة القرشي وحبيب بن عمير الثقفي‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم‏}‏ قال‏:‏ يعني من القريتين مكة والطائف، والعظيم الوليد بن المغيرة القرشي وحبيب بن عمير الثقفي‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم‏}‏ قال‏:‏ يعنون أشرف من محمد، الوليد بن المغيرة من أهل مكة، ومسعود بن عمرو الثقفي من أهل الطائف‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة قال‏:‏ قال الوليد بن المغيرة‏:‏ لو كان ما يقول محمد حقا، أنزل علي هذا القرآن، أو على عروة بن مسعود الثقفي، فنزلت ‏{‏وقالوا‏:‏ لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ‏{‏وقالوا‏:‏ لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم‏}‏ قال‏:‏ القريتان مكة والطائف‏.‏ قال ذلك مشركو قريش‏.‏ قال‏:‏ بلغنا أنه ليس فخذ من قريش إلا قد ادعته، فقالوا‏:‏ هو منا وكنا نحدث أنه الوليد بن المغيرة، وعروة بن مسعود الثقفي‏.‏ قال‏:‏ يقولون فهلا كان أنزل على أحد هذين الرجلين، ليس على محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏على رجل من القريتين عظيم‏}‏ قال‏:‏ عتبة بن ربيعة من مكة، وابن عبد ياليل بن كنانة الثقفي من الطائف، وعمير بن مسعود الثقفي، وفي لفظ وأبو مسعود الثقفي‏.‏

وأخرج ابن عساكر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم‏}‏ قال‏:‏ هو عتبة بن ربيعة - وكان ريحانة قريش يومئذ‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر، عن الشعبي رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏على رجل من القريتين عظيم‏}‏ قال‏:‏ هو الوليد بن المغيرة المخزومي، أو كنانة بن عمر بن عمير، عظيم أهل الطائف‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا‏}‏ قال‏:‏ قسم بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا كما قسم بينهم صورهم وأخلاقهم، فتعالى ربنا وتبارك ‏{‏ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات‏}‏ قال‏:‏ فتلقاه ضعيف الحيلة، عيي اللسان، وهو مبسوط له في الرزق، وتلقاه شديد الحيلة سليط اللسان وهو مقتور عليه ‏{‏ليتخذ بعضهم بعضا سخريا‏}‏ قال‏:‏ ملكة يسخر بعضهم بعضا يبتلي الله به عباده، فالله الله فيما ملكت يمينك‏!‏ ‏{‏ورحمة ربك خير مما يجمعون‏}‏ قال‏:‏ الجنة‏.‏

 الآيات 33 - 35

أخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يقول الله لولا أن يجزع عبدي المؤمن لعصبت الكافر عصابة من حديد، فلا يشتكي شيئا، ولصببت عليه الدنيا صبا‏"‏ قال ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ قد أنزل الله شبه ذلك في كتابه في قوله ‏{‏ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏ولولا أن يكون الناس أمة واحدة‏}‏ الآية يقول‏:‏ لولا أن أجعل الناس كلهم كفارا، لجعلت لبيوت الكفار سقفا من فضة ‏{‏ومعارج‏}‏ من فضة، وهي درج ‏{‏عليها يظهرون‏}‏ يصعدون إلى الغرف، وسرر فضة ‏{‏وزخرفا‏}‏ وهو الذهب‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏ولولا أن يكون الناس أمة واحدة‏}‏ قال‏:‏ لولا أن يكون الناس كفارا، ‏{‏لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة‏}‏ قال‏:‏ السقف أعالي البيوت ‏{‏ومعارج عليها يظهرون‏}‏ قال‏:‏ درج عليها يصعدون ‏{‏وزخرفا‏}‏ قال‏:‏ الذهب ‏{‏والآخرة عند ربك للمتقين‏}‏ قال‏:‏ خصوصا‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏ولولا أن يكون الناس أمة واحدة‏}‏ قال‏:‏ لولا أن يكفروا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن الشعبي رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏سقفا‏}‏ قال‏:‏ الجزوع ‏{‏ومعارج‏}‏ قال‏:‏ الدرج ‏{‏وزخرفا‏}‏ قال‏:‏ الذهب‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن الحسن رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏ولولا أن يكون الناس أمة واحدة‏}‏ قال‏:‏ لولا أن يكون الناس أجمعون كفارا، فيميلوا إلى الدنيا، لجعل الله لهم الذي قال‏.‏ قال‏:‏ وقد مالت الدنيا بأكبر همها، وما فعل ذلك، فكيف لو فعله‏!‏‏.‏

وأخرج أحمد والحاكم، عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏أهم يقسمون رحمة ربك‏}‏ قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يعطي الدنيا من يحب، ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من يحب، فمن أعطاه الدين فقد أحبه‏"‏‏.‏

وأخرج الترمذي وصححه وابن ماجة، عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء‏"‏‏.‏

 الآيات 36 - 40

أخرج ابن أبي حاتم، عن محمد بن عثمان المخرمي، أن قريشا قالت‏:‏ قيضوا لكل رجل رجلا من أصحاب محمد يأخذه، فقيضوا لأبي بكر رضي الله عنه طلحة بن عبيد الله، فأتاه وهو في القوم، فقال أبو بكر رضي الله عنه‏:‏ إلام تدعوني‏؟‏ قال‏:‏ أدعوك إلى عبادة اللات والعزى‏!‏ قال أبو بكر رضي الله عنه‏:‏ وما اللات‏؟‏ قال‏:‏ ربنا‏.‏ قال‏:‏ وما العزى‏؟‏ قال‏:‏ بنات الله‏.‏ قال أبو بكر رضي الله عنه‏:‏ فمن أمهم‏؟‏ فسكت طلحة، فلم يجبه، فقال طلحة لأصحابه‏:‏ أجيبوا الرجل، فسكت القوم، فقال طلحة‏:‏ قم يا أبا بكر، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فأنزل الله ‏{‏ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس ‏{‏ومن يعش عن ذكر الرحمن‏}‏ قال‏:‏ يعمى قال ابن جرير‏:‏ هذا على قراءة فتح الشين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة ‏{‏ومن يعش‏}‏ قال‏:‏ يعرض ‏{‏وإنهم ليصدونهم عن السبيل‏}‏ قال‏:‏ عن الدين ‏{‏حتى إذا جاءنا‏}‏ جميعا هو وقرينه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ ‏"‏حتى إذا جاءنا‏"‏ على معنى اثنين هو وقرينه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏ومن يعش‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ من جانب الحق، وأنكره وهو يعلم أن الحلال حلال وأن الحرام حرام، فترك العلم بالحلال والحق لهوى نفسه، وقضى حاجته، ثم أراد من الحرام، قيض له شيطان‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر، عن سعيد الجزري في قوله‏:‏ ‏{‏نقيض له شيطانا‏}‏ قال‏:‏ بلغنا أن الكافر إذا بعث يوم القيامة من قبره شفع بيده شيطان، ولم يفارقه حتى يصيرهما الله إلى النار، فذلك حين يقول‏:‏ ‏{‏يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين‏}‏ قال‏:‏ وأما المؤمن، فيوكل به ملك حتى يقضي بين الناس، أو يصير إلى الجنة‏.‏

وأخرج ابن حبان والبغوي وابن قانع والطبراني وابن مردويه، عن شريك بن طارق رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ليس منكم أحد إلا ومعه شيطان قالوا‏:‏ ومعك يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ومعي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم‏"‏‏.‏

وأخرج مسلم وابن مردويه، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا قالت‏:‏ فغرت عليه فجاء، فرأى ما أصنع، ‏"‏فقال ما لك يا عائشة أغرت‏؟‏ فقلت‏:‏ وما لي لا يغار مثلي على مثلك، فقال‏:‏ أقد جاء شيطانك‏؟‏ قلت‏:‏ يا رسول الله، أمعي شيطان‏؟‏ قال‏:‏ نعم، ومع كل إنسان‏.‏ قلت‏:‏ ومعك‏؟‏ قال‏:‏ نعم، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم‏"‏‏.‏

وأخرج مسلم وابن مردويه، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما منكم من أحد إلا وقد وكل الله به قرينه من الجن‏.‏ قالوا‏:‏ وإياك يا رسول الله، قال‏:‏ وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما منكم من أحد إلا وقد وكل الله به قرينه من الجن‏.‏ قالوا‏:‏ وإياك يا رسول الله، قال‏:‏ وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد، عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال‏:‏ ليس من الآدميين أحد إلا ومعه شيطان موكل به، أما الكافر، فيأكل معه من طعامه ويشرب معه من شرابه وينام معه على فراشه، وأما المؤمن، فهو بجانب له، ينتظره حتى يصيب منه غفلة، أو غرة، فيثب عليه، وأحب الآدميين إلى الشيطان، الأكول النؤوم‏.‏

 الآيات 41 - 43

أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، عن قتادة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون‏}‏ قال‏:‏ قال أنس رضي الله عنه‏:‏ ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقيت النقمة، فلم ير الله نبيه في أمته شيئا يكرهه حتى قبض، ولم يكن نبي قط إلا وقد رأى العقوبة في أمته، إلا نبيكم صلى الله عليه وسلم رأى ما يصيب أمته بعده، فما رؤي ضاحكا منبسطا حتى قبض‏.‏

وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان من طريق حميد، عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ أكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يريه في أمته ما يكره، فرفعه إليه وبقيت النقمة‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي قال‏:‏ قرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه هذه الآية ‏{‏فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون‏}‏ قال‏:‏ ذهب نبيه صلى الله عليه وسلم وبقيت نقمته في عدوه‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون‏}‏ قال‏:‏ لقد كانت نقمة شديدة، أكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يريه في أمته ما كان من النقمة بعده‏.‏

وأخرج ابن مردويه من طريق محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن جابر بن عبد الله‏:‏ ‏"‏عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله‏:‏ ‏{‏فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون‏}‏ نزلت في علي بن أبي طالب، أنه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏أو نرينك الذي وعدناهم‏}‏ الآية قال‏:‏ يوم بدر‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏إنك على صراط مستقيم‏}‏ قال‏:‏ على الإسلام‏.‏